الأكثر رواجاً

هل ينبغي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الدراسة؟

هل ينبغي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الدراسة؟

من منّا لم يلجأ لأحد أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث سريعًا عن معلومة أو للإجابة على سؤالٍ ما؟ وبالطبع ينطبق هذا الأمر على الطُلّاب الذين أصبحوا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Chatgpt لأداء بعض المهام الدراسيّة. فالذكاء الاصطناعي، بقدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات، والتكيف مع احتياجات التعلم الفردية، وأتمتة المهام المختلفة، يحمل الوعد بإحداث ثورة في مجال التعليم بالكامل.

بدءًا من تسهيل الحصول على المعلومة إلى تجارب التعلُّم الشخصيَّة الفريدة وتوفير التقييم بشكل شخصي لكل طالب، أصبح الذكاء الاصطناعي يُوفر عددًا لا يُحصى من الفرص لتعزيز مشاركة الطلاب وتحسين نتائج التعلُّم وتعزيز الابتكار. ومع ذلك، إلى جانب الفوائد المُحتملة، تكثُر المخاوف والتحفّظات بشأن الاعتماد الواسع النطاق على ذكاء الاصطناعي في التعليم وهو الأمر الذي يثير شكوكًا تحيط بالآثار طويلة المدى للذكاء الاصطناعي على التطور المعرفي للطلاب، ومهارات التفكير النقدي بجانب دور المعلمين في عملية التعلم.

استعد للانغماس في عوالم الذكاء الاصطناعي من خلال مقالاتنا المميزة، حيث ستكتشف استخداماته المتنوعة، تطبيقاته العملية، ومواقعه المذهلة، والمزيد من المعرفة الشيّقة! تعلم أكثر عن طريق مقالاتنا

في هذا المقال، نتعمَّق في التأثير متعدد الأوجه للذكاء الاصطناعي في التعليم، ونزن الحجج المؤيدة والمعارضة لدمجه في الدراسة، ونفحص آثاره المُترتِّبة على الطُلَّاب والمعلمين والمجتمع ككل.

مميزات استخدام الذكاء الاصطناعي في الدراسة

في هذا العالم الحديث، ينمو استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعليم بسرعةٍ في التعليم. ومن خلال كتابة الصيغة المُناسبة لطلبك، سيتم إنجاز أي نشاط ترغب في إنجازه في غضون ثوانٍ. هذه مجرد واحدة من إيجابيات الذكاء الاصطناعي العديدة، فلنناقش المزيد!

1. تحسين مشاركة الطلاب وتحفيزهم

روبوت يدرس لطالب

بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي، يُمكن بسهولة تحليل بيانات الطلاب وتحديد أنماط التعلم الفردية والتفضيلات ومناطق القوة والضعف لدى كل طالب. ومن خلال تصميم تجارب التعلُّم لتلبية الاحتياجات والاهتمامات المُحدَّدة لكل طالب، يُمكن للمنصات التعليميَّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي زيادة المشاركة من خلال جعل التعلم أكثر ملاءمة وسهولة الوصول إليه ومتعة.

كما يُمكن أن يؤدِّي استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم إلى تعزيز تجربة التعلُّم بعدَّة طرق مثل تمارين التعلُّم الشخصيَّة التي تعطي ردود فعل فوريَّة على الإجابات وتقوم بالتواصل مع الطالب باستخدام تقنيّة معالجة اللغة الطبيعيَّة. يُمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعلُّم القائم على الألعاب والذي يمكن أن يجعل التعلم ممتعًا وجذابًا ومفيدًا.

بالإضافة إلى الطُلّاب، يمكن أن يؤدي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي إلى توجيه المُعلِّمين لاستخدام نهج تعليمي أكثر تفاعلية والذي قد يؤدي بدوره إلى زيادة المشاركة والتحفيز في الفصل بالإضافة إلى تحسين أهداف التعلُّم.

2. تعزيز أداء الطالب

طالبة تستخدم الذكاء الاصطناعي

من المزايا المهمة الأخرى للذكاء الاصطناعي في التعليم أنه يمكن أن يساعد في تحسين أداء الطُلَّاب من خلال تصحيح الأخطاء بشكلٍ فوري. حيث يُمكن للأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقييم تقدُّم الطلاب وتزويدهم بالملاحظات فيما يتعلّق بمُستواهم الدراسي وتحديد المجالات التي يحتاجون إلى التحسُّن فيها.

علاوةً على ذلك، يُمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة أنماط سلوك الطلاب، وتقييم مستويات انتباههم، وتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة إضافية في مواضيع معينة، أو مجالات دقيقة، أو مهارات محددة. فمن المُتوقَّع أن تؤدي التعليقات الفوريَّة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى جانب تجارب التعلُّم المُعزَّزة إلى دفع قدرات الطُلَّاب إلى آفاقٍ جديدة.

3. تقليل التكلفة

تقليل تكلفة التعليم بفضل الذكاء الاصطناعي

يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم أيضًا إلى تقليل تكلفة التعليم من وجهة نظر المؤسسة التعليمية، وبشكل كبير جدًا إذا تم استخدامه بقدر إمكاناته. على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة عدد من المهام المخصصة للإدارة والمعلمين وأقسام تكنولوجيا المعلومات وغيرها. وبذلك، يُمكن للذكاء الاصطناعي القيام بمهام يوميَّة مثل وضع العلامات والجدولة وإدارة البيانات وحتى التدريس الخصوصي. ومع استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، يمكن للمؤسسات التعليمية توفير الميزانية عن طريق خفض الموارد المطلوبة للعمل بكفاءة، وبالتالي زيادة فعالية التكلفة.

4. التقييم والتحسين المستمر على المدى الطويل

روبوت يقرأ

يُمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جمع بيانات التقارير وتحليلها وتقديمها للمعلمين بسهولة حول نتائج تعلُّم الطلاب ومدى التقدُّم الذي يحرزونه. ومن خلال استخدام التحليلات التنبؤية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزود المعلمين برؤى قيمة من التنبؤ بالأداء المستقبلي، والتحديد المُبكِّر للطُلَّاب المعرضين لخطر الرسوب، وتحسين العمليّة التعليميَّة ككل.

يمكن لهذه المعلومات المفيدة تمكين المعلمين من إجراء تقييم أكثر تعمقًا لفهم نقاط القوة والضعف لدى طلابهم في الفصل الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتاح للمدرسين الفرصة للارتقاء باستراتيجيَّات التدريس الخاصَّة بهم إلى المستوى التالي وتقديم أفضل تجارب التعلُّم لطُلَّابهم.

سلبيات وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

لكي يكون العالم متوازنًا، يجب أن يكون لكل شئ إيجابيات وسلبيات، والذكاء الاصطناعي ليس استثناءً لذلك. ما الذي يمكن أن يشكل تحديًا في الذكاء الاصطناعي والذي يمكن أن نعتبره سلبيات؟ دعونا نواصل التعرف.

1. عدم مُمارسة مهارات مُحدَّدة يحل محلها الذكاء الاصطناعي

طالبة تستخدم الذكاء الاصطناعي في الدراسة

يُمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام المختلفة التي يؤديها الطلاب بأنفسهم، مثل العمليات الحسابيَّة والترجمة والكتابة. في حين أن هذه الأتمتة يمكن أن توفر الوقت وتزيد الكفاءة، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى تقليل حاجة الطلاب إلى ممارسة هذه المهارات وإتقانها يدويًا وهو الأمر الذي سيؤثر بالطبع على مهاراتهم مع الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن توفر إمكانية الوصول الفوري إلى كميات هائلة من المعلومات، مما يقلل حاجة الطلاب إلى حفظ المعلومات. وفي حين أن الحفظ وحده لا يعني بالضرورة تجربة تعلُّم مثاليّة، إلا أنَّه لا ينبغي إهمال دوره في بناء المعرفة الأساسية وتعزيز المهارات المعرفية مثل الاستدعاء والاحتفاظ بالمعلومات.

كدليل على ذلك، أثبتت دراسة تم نشرها في المجلة الدوليَّة لتكنولوجيا التعليم في التعليم العالي أنَّ الاستخدام المفرط لـ ChatGPT يمكن أن يؤدي إلى المماطلة، ويسبب ضعف الذاكرة مع الوقت، علاوةً على ضعف الأداء الأكاديمي للطُلَّاب. تُعد هذه الدراسة نقطة انطلاق تمهد الطريق للبحث المستقبلي حول التأثيرات المفيدة أو الضارة لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال التعليم. فكما لا يزال الطلاب بحاجة إلى تعلُّم الكتابة في عالم أجهزة الكمبيوتر، يجب عليهم الاستمرار في ممارسة القراءة والكتابة والرياضيات في عصر الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: ماذا يقصد بـ التعلم العميق؟

2. تقليل مهارات التفكير النقدي

طالب يستخدم الذكاء الاصطناعي في دراسته

إنَّ الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للتوصُّل إلى أفكار والمساعدة في حل المشكلات سيؤدي في النهاية إلى جعل الطلاب غير قادرين على التفكير بأنفسهم. يجب أن يكون الهدف الأساسي لنظام التعليم هو تعليم الطلاب كيفية التفكير وكيفية التعامل مع المشكلات. من الأكيد أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يكون مفيدًا في مواقف معينة، ولكن لا يجب غض الطرف عن أهميّة التفكير والعصف الذهني، وليس مُجرّد استخدام مولدات المقالات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.

ولذلك، من الضروري تحقيق التوازن بين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس التي تُعزِّز التفكير النقدي. وإذا تم دمج الذكاء الاصطناعي كأداة تكميليَّة إلى جانب الأنشطة التي تُشجِّع على التفكير والتحليل، فإنّ هذا سيكون الخيار الأمثل للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي وفي نفس الوقت مٍُاعدة الطُلَّاب على تطوير قدراتهم على التفكير النقدي والحفاظ عليها.

3. يعد استخدام الذكاء الاصطناعي لعمل الواجبات بمثابة سرقة 

روبوت يقوم بعمل واجب دراسي لطالب

منذ فجر التعليم، طبقت المدارس قواعد صارمة وعقوبات قاسية حول الغش أو سرقة مجهودات الآخرين. وعندما يستخدم الطُلَّاب أدوات الذكاء الاصطناعي لعمل الواجبات، فإنَّهم ينخرطون بشكل أساسي في شكل مجرد من الانتحال ولا يقومون بإنشاء أفكارهم وحججهم الخاصَّة.

على سبيل المثال، إذا استخدم الطالب الذكاء الاصطناعي لنسخ المحتوى مباشرةً دون الإشارة إلى المصادر، فهذا يشكل سرقة أدبية، تمامًا كما لو أنه نسخ من كتاب أو موقع ويب دون الاستشهاد. وعلى الرغم من أنّ بعض أدوات الذكاء الاصطناعي يُمكن أن تقوم بإعادة صياغة المحتوى الموجود أو إعادة كتابته بطريقة قد لا يمكن التعرف عليها على الفور على أنَّها سرقة أدبية. ومع ذلك، إذا فشل الطالب في الاستشهاد بالمصدر الأصلي بشكلٍ صحيح، فسيظل ذلك يُشكِّل سرقة أدبية.

بالإضافة إلى ذلك، حتى لو كان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لا ينتهك قواعد الانتحال والغش، فهناك اعتبارات أخلاقيَّة أخرى يجب أخذها في الاعتبار. إنَّ الاعتماد فقط على الذكاء الاصطناعي في المهام يمكن أن يقوض تنمية التفكير النقدي ومهارات البحث والإبداع التي تعتبر أساسيَّة للتعليم.

4. التقليل من دور التفاعل البشري

روبوت يكتب على لوحة مفاتيح

يعمل المعلمون كمُوجِّهين ومرشدين للطُلاب خلال رحلتهم العليميّة، حيث يُقدِّمون نصائح قيمة لمساعدة الطلاب على التغلب على التحديات الأكاديمية ويساعدون الطُلاب في التطوير الشخصي وتحقيق التطلعات المهنية. ومن خلال هذه التفاعلات الفردية، يمكن للمعلمين تقديم تعليقات شخصية تُلائم كل طالب، مما يعزز ثقة الطلاب ومرونتهم في العملية التعليميّة. في المقابل، قد تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي ردود فعل أو توصيات موحدة تعتمد على الخوارزميات وتحليل البيانات، ولكنها تفتقر إلى عمق الفهم والسياق الذي يُوفره الإرشاد البشري.

يقوم المعلمون كذلك بتسهيل تجارب التعلم التعاوني من خلال تعزيز العمل الجماعي والتواصل والتفاعل بين الزملاء في الفصل الدراسي. ومن خلال المناقشات الجماعيَّة والمشاريع التعاونيَّة والأنشطة التفاعليَّة، يُشجِّع المعلمون الطلاب على مشاركة الأفكار والتعلم من بعضهم البعض وتطوير المهارات الاجتماعية والشخصيّة. وعلى النقيض، تُركز أدوات الذكاء الاصطناعي على توفير المعلومات من الإنترنت دون منح فرصة لمناقشتها أو تحليلها، مما قد يقلل من فرص التعلم التعاوني والتفاعل بين الزملاء.

بالإضافة إلى ذلك، لا شكّ أنّ المعلمين يلعبون دورًا حيويًا في إقامة روابط مع الطلاب، من خلال توفير التشجيع والدعم والتعاطف اللازم، حيث يُمكنهم التعرُّف على احتياجات الطلاب الفردية واهتماماتهم وأساليب التعلم، وتصميم منهجهم لتعزيز بيئة تعليمية إيجابية وشاملة. في المقابل، يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء العاطفي لفهم مشاعر الطلاب والاستجابة لها بشكلٍ فعال، مما قد يؤدي إلى مشاعر الانفصال أو الاغتراب بين المتعلمين.

سجّل الآن في أفضل دورات الذكاء الاصطناعي المجانية والمدفوعة المتاحة على موقع فرصة.كوم. دورات الذكاء الاصطناعي

ختامًا، لا شكّ أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح يحمل إمكانات هائلة لإحداث ثورة في مجال التعليم والبحث. ولكن لسوء الحظ، فإنّ هذه الإمكانات تأتي مع بعض المخاطر المُحتملة. فمن المؤكّد أن اختصار ساعات طويلة من البحث من أجل الوصول إلى المعلومات أو حل أسئلة مُعيّنة هو أمر مثير للكثير من الطُلاب، لكن التكاسل الذي يصاحب هذه العمليّة ينذر بخلق جيلٍ من العقول المتحجرة التي لا يُمكنها استقبال المعلومات وتحليلها تحليلًا نقديًا.

فالهدف وراء العمليّة التعليميّة ليس مقتصرًا على جمع المعلومات فحسب، بل يقوم في المقام الأول على التفكير والتحليل والعصف الذهني واستكشاف جميع مدارك العقل حتى الوصول إلى الحلول المطلوبة، وهو الأمر الذي لن يحدث عند الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي.

ومن خلال تحقيق التوازن بين أدوات الذكاء الاصطناعي وطرق التدريس التي تُركِّز على التفكير والتحليل، يُمكننا أن نضمن أن يظل الذكاء الاصطناعي أداةً قويةً للنهوض بالتعليم مع الحفاظ على جوهر التعلُّم باعتباره وسيلةً لتطوير العقل البشري.

السابق
ما مدى دقة وموثوقية أجهزة الذكاء الاصطناعي؟
التالي
كيف أربح من السناب شات؟ طرق سريعة وسهلة

اترك تعليقاً